3 عمليات تجميل أجرتها السيّدة ليلى خ. (54 عاماً) كانت كفيلة بتغيير ملامحها وإعادة بعض من ملامحها الشبابية التي إفتقدتها منذ أكثر من 10 أعوام. شدّ الوجه، تكبير حجم الشفتين وشفط الدهون، كلّها عمليات إستلزمت الكثير من الوقت وتمّ تقسيمها على فترة سنة ونصف السنة كي لا تتعرض الى أي مضاعفات.
ليلى نجت من المخاطر الصحيّة واستطاعت تجاوز الفترات الصعبة التي تلت عمليات التجميل، لكن المشكلة كانت في أن المظهر الجديد والنهائي لم يكن كما أرادته السيّدة أبداً. فالشفتان كانتا بارزتين بشكل مُلفت الى حدّ أنّ أبناءها إتهموها بـ"التصابي" ومحاولة التشّبه بعارضات الأزياء، وكذلك فقدت ليلى القدرة على التعبير عن مشاعرها وأفكارها من خلال تعابير وجهها إذ أصبح أشبه بلوحٍ يصعب كتابة أي شيء عليه. ولا تزال ليلى تشكو من بعض الآلام الجسدية نتيجة عملية الشفط، وهي تتردّد اليوم قبل أن تنصح أي إمرأة بالقيام بعملية تجميل إلا إذا كانت لديها ثقة كاملة بالنتيجة النهائية والطبيب الذي سيقوم بالجراحة.
ليلى نجت من المخاطر الصحيّة واستطاعت تجاوز الفترات الصعبة التي تلت عمليات التجميل، لكن المشكلة كانت في أن المظهر الجديد والنهائي لم يكن كما أرادته السيّدة أبداً. فالشفتان كانتا بارزتين بشكل مُلفت الى حدّ أنّ أبناءها إتهموها بـ"التصابي" ومحاولة التشّبه بعارضات الأزياء، وكذلك فقدت ليلى القدرة على التعبير عن مشاعرها وأفكارها من خلال تعابير وجهها إذ أصبح أشبه بلوحٍ يصعب كتابة أي شيء عليه. ولا تزال ليلى تشكو من بعض الآلام الجسدية نتيجة عملية الشفط، وهي تتردّد اليوم قبل أن تنصح أي إمرأة بالقيام بعملية تجميل إلا إذا كانت لديها ثقة كاملة بالنتيجة النهائية والطبيب الذي سيقوم بالجراحة.
لجوء ليلى كما غيرها من النساء اللواتي تجاوزن الخمسين من العمر نحو العمليات التجميلية لإعادة الحيوية الى وجوههن أو أجسامهن أصبح جزءاً من نظرتهن الى الحياة المتجدّدة، خصوصاً أنّ الإغراءات باتت كثيرة في عالم التجميل بسبب الأجهزة المتطوّرة والإعلانات المكثّفة للعلاجات والعمليات. لكن خيار التجميل بالنسبة إلى السيّدات الكبار في السنّ لا بدّ أن ترافقه عملية توعوية تساعدهن في معرفة المخاطر وهوامش التحرّك في هذا المجال بما يحافظ على صحّتهن. فحالات الوفاة التي يُعلَن عنها من وقت الى آخر في لبنان كما في العديد من الدول العربية بالإضافة الى التشوّهات، كلّها مسائل تطرح الكثير من التساؤلات حول الحدود التي لا يجب تخطّيها. وتزداد المشكلة تعقيداً بعدما زاد خلال السنوات الأخيرة عدد الأطباء غير المتخصّصين العاملين في مجال الجراحة التجميلية، ما يعزّز من مخاطر وقوع أخطاء تجميلية فاضحة خصوصاً بالنسبة إلى النساء اللواتي تجاوزن الخمسين.
"البوتوكس"... السلاح الاول
إزالة علامات التقدّم في السنّ وملامح الشيخوخة باتا همّين يحاصران النساء اللبنانيات و غيرهن منذ أن يبلغن سنّ الأربعين، والإتجاه يكون أولاً نحو حقن "البوتوكس" ذات الفعالية المثبتة والسريعة. ويوضح جرّاح التجميل اللبنانيّ د. ايلي غاريوس أنّ "البوتوكس" (إختصار كلمتي بوتيولينيوم وتوكسين) يُعتبر السلاح الأول في محاربة التجاعيد، حيث يعتبره بديلا أساسيّا لعملية التجميل في ما يخصّ منطقة حول العينين وتجاعيد الجبين وما بين الحواجب. لذا يمكن للسيّدة المتقدّمة في العمر أن تلجأ الى "البوتوكس" دون أي مضاعفات، شرط أن يكون الطبيب متخصّصاً ومتمرّساً في المعالجة لتفادي أن يتمّ إستخدامه في أي موقع خطأ أو بكمية غير ملائمة. وهنا تجدر الإشارة الى أنّ وزارة الصحّة الكندية أعدّت دراسة خلال العام 2009 أكدت فيها أنّ استخدام مادة "البوتوكس" بشكل غير صحيح له آثار خطيرة لا بل قاتلة، وذلك لأنّ هذه المادة يمكن أن تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم غير الموضع الذي حُقنت فيه. وهذا ما ينتج عنه ضعف في العضلات ومشاكل في الإبتلاع والإلتهاب الرئوي بالإضافة الى مشاكل في النطق والجهاز التنفسيّ. لذا فإنّ إستخدام "البوتوكس" يجب أن يبقى محصوراً بالمتخصّصين فقط.
شدّ الوجه وتكبير الشفتين
أمّا حول عملية شدّ الوجه (Lifting)، فيؤكد غاريوس أنّها تصحّ لكلّ الأعمار لأنّها أصبحت سريعة وذات نتائج فعّالة في وقت قصير جداً، ويتمّ خلالها إعادة العضلات المترّهلة الى وضعها الأصليّ واستئصال الجلد الزائد فيبدو الوجه أكثر حيوية وشباباً. لكن هذه العملية يتمّ اللجوء إليها في حال كان هناك ترهّل في الوجه، أمّا إذا كانت المرأة لم تبلغ هذه المرحلة بعد فيمكنها أن تستعين بالعلاجات غير الجراحية كتجديد خلايا الجلد بالليزر أو الميزوثيرابي (حقن فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية في الطبقة الوسطى من الجلد) وتنقية البشرة واستخدام الكريمات الملائمة بحسب العمر. ويلفت غاريوس الى أنّ عملية شدّ الوجه باتت تتمّ عبر التخدير الموضعيّ، وهذا ما يقلّص من المضاعفات على السيّدة، لذا يمكن إختيارها حتّى ولو كانت المرأة متقدّمة في العمر. إلا أنّ هناك حالات عدّة يتمّ تسجيلها لسيّدات لبنانيات لم تكن بالنسبة لهن هذه العملية فعّالة، حيث تلفت ريما كرم التي خضعت لها أنّها عانت تجمّع السوائل تحت الجلد بعد العملية ما أدّى الى حدوث توّرم واضح. وتلوم ريما طبيبها على مثل هذا الخطأ خصوصاً أنّ متابعته لحالتها لم تكن ملائمة أبداً.
من عضلات الوجه الى الشفاه حيث يطالب غاريوس النساء بأن يكنّ واعيات في هذا المجال، إذ لا بدّ أن يلجأن الى الطبيب المتخصّص ويطلبن استشارته خصوصاً بالنسبة إلى الكبار سنّاً، وهو وحده قادر على تحديد الحاجة الى مثل هذه العملية لزيادة حجم الشفتين. ويلفت غاريوس الى أنّ الجرّاح التجميليّ ليس تقنيّاً فقط أي لا يمكنه إتمام أي عملية دون الأخذ في الإعتبار الملاءمة بين الشفتين وباقي عناصر الوجه. والتقدّم في السنّ يحتّم على المرأة أن تطلب إستشارة الطبيب ليساعدها في اكتشاف ما يناسب عمرها، خصوصاً أنّ الجمال الحقيقيّ يكمن في التناسق كما يقول غاريوس.
مخاطر التخدير العام
للجسد حصّته أيضاً من عمليات التجميل، حيث يشير غاريوس الى عملية أساسية تتمثّل في شدّ البطن خصوصاً بالنسبة للسيّدات اللواتي يعانين الترّهل الناتج من الإنجاب، للتخلّص من الجلد والدهون الزائدة. لكن هذه العملية تتطّلب تخديراً عاماً، وهنا من الضروريّ أن تقوم السيّدة بكافة الفحوصات الطبيّة تحت إشراف متخصّصين لتحديد ما إذا كانت مؤهلة للخضوع للعملية، وإذا تبيّن عكس ذلك لا بدّ ألا يقبل الطبيب بإجرائها لأنّ ذلك يشكّل خطراً كبيراً ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات الى الوفاة. كما لا بدّ من الإشارة الى أنّ بعض السيّدات اللواتي يلجأن الى شدّ البطن يعانين من البدانة أو الوزن الزائد، وقد أظهرت دراسة حديثة للكلية الملكية للتخدير في المملكة المتحدة أنّ المرضى الذين يعانون السمنة هم أكثر عرضة للمشاكل التنفسية خلال التخدير بمرتين أكثر من غيرهم. لذا فإنّ أخذ الحيطة من التخدير العموميّ يُعتبر أساسياً للسيّدات الكبار في السنّ.
والعملية الثانية التي تحتاج الى تخدير عام هي لتكبير حجم الصدر، بحسب غاريوس، إلا أنّ السيّدات اللواتي يتجاوزن الخمسين نادراً ما يطلبن هذه العملية إنما يتجهن أكثر نحو رفع الصدر بسبب الترّهل الناتج من الحمل والرضاعة. وهذه العملية الأخيرة تتمّ تحت تأثير المخدّر الموضعي بالإضافة الى المنوّمات والمهدئات في بعض الحالات. ومهما كانت العملية التجميلية التي تختارها السيّدة فالقاعدة الرئيسة، التي يذكّر بها غاريوس، تتمثّل باستشارة الطبيب الجرّاح من الناحيتين الطبيّة والجمالية.
صبيّة مجدداً ولكن!
الهوس الذي يطارد اللبنانيات كما غيرهن من النساء العربيات للخضوع لعمليات التجميل رغم أنّ أعمارهن لا تسمح لهن بذلك في الكثير من الأوقات يجعل من هذه القضية أولوية إجتماعية، حيث تزداد الحاجة الى فرض رواقب صارمة على العيادات والأطباء المتخصّصين في التجميل تفادياً لأي مشاكل تودي بحياة نساء أردن أن يبرزن بشكل أجمل. إلا أنّ الباحثة الإجتماعية نانسي خيرالله، التي تركّز على الابحاث في مجال القضايا النسائية، لا تلوم الأطباء على كلّ الاخطاء التي تحصل أبداً إنما تتوّجه الى السيّدات أنفسهن أيضاً. وتلفت خيرالله الى دراستها حالات من النساء اللواتي يعرضن أموالاً طائلة على طبيب التجميل للقيام بعمليات لا تلائم أعمارهن من الناحيتين الصحية والتجميلية، وهذا ما ينتج منه تشوّهات كثيرة لتصبح المرأة "غريبة عن نفسها". وتؤكد خيرالله أنّ السيّدة التي تبدأ بعملية تجميل واحدة لن تتوقف عندها، وتعيد التذكير بأنّ الجمال الطبيعيّ يبقى الأكثر هيبة عند مختلف الشعوب، ويمكن للمرأة أن تنخرط في الكثير من النشاطات التي تناسب حياتها بعد الخمسين دون أن تضطر الى اللجوء الى التغيير عبر عمليات التجميل.
المصدر:ايلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق