الخميس، 29 ديسمبر 2011

هل تحافظ على صحّتك شتاءً..؟





النظام المناعي هو الجندي المجهول الذي يحافظ على وظائف جسمنا، لكنه لا يستحوذ على اهتمامنا إلا عندما نشعر بتوعّك بسيط. يقول الخبراء إنّ هذا النظام يعمل بصمت ومن دون تلكؤ دفاعاً عن جسمنا ضد العدوى، وإنّه عبارة عن نابغة خفيّة.

من متابعة حاجات الانسان في سياق البحث عن ديمومة الحياة ،جرّب هذه الخطوات التي تؤهلك الى اعتماد النظام الغذائي الذي ستختارة ليكون مؤشرا على الحيويّة والصحة ، ما يؤدي الى شتاء ممتع خال من الزكام والجراثيم.
النظام المناعي هو الجندي المجهول الذي يحافظ على وظائف جسمنا، لكنه لا يستحوذ على اهتمامنا إلا عندما نشعر بتوعّك بسيط. يقول الخبراء إنّ هذا النظام يعمل بصمت ومن دون تلكؤ دفاعاً عن جسمنا ضد العدوى، وإنّه عبارة عن نابغة خفيّة.
وعلى العكس من الاعتقاد الشائع بأنه يعمل وحده، يتألف جهازنا المناعي من خلايا وأنسجة وأعضاء وأضّاد ومكوّنات مختلفة تعمل بطرق مختلفة. إنّه فعلاً نظام معقد جداً، بالإضافة إلى أنه محدّد سلفاً في جيناتنا.
مع التقدّم في السن، يتضرّر هذا النظام ولا نعود نجد أدوية سحرية للاهتمام به، لكن يمكننا أن نعتمد نظام حياة متوازناً من شأنه تحقيق أكبر قدر من فاعلية هذا الجهاز. مثلاً، إذا كنت تعيش حياة صحيّة وتمارس الرياضة وتأكل طعاماً صحيّاً ولا تدخن ولا تشعر بأي ضغوطات نفسية، سيكون جهازك المناعي بأفضل أحواله. وخلال الشتاء وموسم البرد والإنفلونزا، من الضروري أن تدعم نظامك المناعي بالطعام الصحي.
الرياضة والانتظام
أثبت الخبراء أنّ التمارين الرياضية المنتظمة تزيد عدد الخلايا التي تهاجم الأجسام المضادة وتضاعف من قدرتها على مهاجمة الفيروسات وتخفيف حدّة العدوى. بالإضافة إلى ذلك، تخفف الرياضة من الضغوط النفسية ومن القلق الذي يعاني منه الإنسان، فكما نعلم من شأن الضغوط إضعاف المناعة لإفرازها هرمون الكورتيزول. لكن توخَّ الحذر، لا يجب الإفراط في ممارسة الرياضة، فالكثير منها قد يضرّ مثله مثل القليل منها.
أثبتت التجارب أنّ أنواع الرياضة المكثـّّفة والطويلة كالماراثون مثلاً، قد تحدث انخفاضاً حادّاً في فاعلية المناعة في الجسم، قد يدوم على الأقل لمدة ست أو تسع ساعات. عموماً، يُنصح بممارسة الرياضة يوميّاً لمدة 30 دقيقة فقط. وإذا تعذر عليك ممارسة الرياضة، يمكنك أن تمشي مشياً سريعاً في الطبيعة بشرط أن تحرّك يديك وتشغّلهما أيضاً.
النوم العميق
لا يزيد النوم الجمال فحسب، بل يحسّن الصحة أيضاً. يؤكد العلماء أن الأشخاص الذين ينامون نوماً عميقاً من سبع إلى ثماني ساعات متواصلة هم أقلّ عرضة بثلاث مرات من غيرهم للإصابة بالزكام. فإذا لم تنم جيداً سترتفع لديك هرمونات التوتّر، لذلك يجدر بك القيام، قبل النوم، بعادات مريحة للأعصاب:
- احرص على أن تكون ساعات نومك منتظمة، ولا تقم بتمارين رياضية قاسية جداً.
- تفادَ الكافيين وقراءة القصص الحماسيّة أو مشاهدة أفلام الرعب.
- تناول البابونج أو خذ حماماً ساخناً.
- تأكد أنّ سريرك ووسادتك مريحان وأنّ حرارة غرفتك معتدلة.
نظامنا المناعي
يحتاج نظامك المناعي إلى بعض المواد الغذائية ليبني نفسه ويرمّمها ويجدّدها. لذلك تأكد من أنك تحصل على المواد المضادة للأكسدة الكافية وعلى الأغذية كالفيتامينين C وE، ومواد السلينيوم والبيتا كاروتين والكاروتينات المختلفة، فهي ترمّم الخلايا وتحميها من الضرر الذي تحدثه الجزيئات غير المستقرة والتي تسمى بالجذور الحرة وتساهم في التقدّم في السن.
لتتأكد من أنك تحصل على جميع هذه الأغذية، عليك أن تتناول الخضار والفواكه الطازجة المختلفة الألوان. مثلاً، تناول الخضار الورقية والبروكلي والبطاطا الحلوة والحمضيات والسكواش والجزر والفلفل والطماطم والتوت البري. وثمة أطعمة غنية بالفيتامين E وبالسيلينيوم كالجوز والحبوب وزيت الزيتون، وأغذية أخرى غنية بالسيلينيوم كالأسماك والمحار والحبوب الكاملة.
تأكد أيضاً من أن الطعام الذي تتناوله طازج. وإذا شعرت بأنك معرّض للجراثيم فلتكن المادة الطاغية في نظامك الغذائي هي مضادات الأكسدة التي تجدها في أوراق الزيتون. يُذكر أن هذه الأوراق تحتوي على أربعمئة في المئة من القوة المضادة للأكسدة الموجودة في الفيتامين C.
إذاً، لحماية نفسك من أمراض الشتاء، تناول ملعقة صغيرة من المستخرج السائل من أوراق الزيتون ثلاث أو أربع مرات يومياً، أو أضف هذا المستخرج إلى عصير التوت البرّي لأنه يتمتع بخصائص مضادة للبكتيريا وللفيروسات، لذلك هو يساعد الجسم على محاربة الزكام أو الإنفلونزا.
الشبكات الاجتماعية
أظهرت التجارب أيضاً أن الأشخاص مرتاحي البال والمتفائلين هم أكثر قدرة على مقاومة الجراثيم، أمّا الأشخاص المحبطون والغاضبون فهم أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بالمرض. وأثبت بعض الأبحاث أن الجينات المتعلّقة بالنظام المناعي والأنسجة الملتهبة ناشطة أكثر لدى الأشخاص الوحيدين.
يمكن ربط هذه الأبحاث مع أبحاث أخرى أثبتت أنّ السّعداء في زواجهم هم أكثر قدرة على محاربة الإنفلونزا بشكل فاعل.
إذاً، تأكد من أنك تقوم بتمارين رياضية منتظمة لأنها تحسّن مزاجك، ووسِّع أفاقك ودائرتك الاجتماعية عبر القيام ببعض الأعمال التطوعية. كذلك، حاول أن تدلّل نفسك، فيمكنك مثلاً الحصول على قليل من التدليك الذي يخفّف من تشنّج عضلاتك ويسرّع دورتك الدموية، أو جرّب مثلاً الوخز بالإبر الّذي أثبت فاعليته في تخفيف الضغط النفسي والقلق.
الفيتامين D
يتحلّى الفيتامين D بأهمية كبرى ليس بسبب منافعه للعظام فحسب بل أيضاً لأنه أحد أهمّ العناصر التي تثير اهتمام الباحثين في مجال الوظائف المناعية. وأثبتت الدراسات أنّه من دون كميّات فيتامين D كافية في الجسم، لا تستطيع الخلايا المناعية، أي الخلايا التائيّة، الاستجابة ضد العدوى الخطرة.
يتشكّل هذا الفيتامين في بشرتنا نتيجة التعرّض للأشعة الشمسية، إذاً إحرص على الخروج في الهواء الطّلق تحت الشمس قدر المستطاع. ويمكن الحصول على هذه المادة أيضاً في كميّات قليلة من الأطعمة كالأسماك الزيتية والبيض والحبوب المعزّزة.
عن التدخين
يحذّر جميع الأطباء من خطر التدخين على الجهاز المناعي. فهو يزيد خطر الإصابة بالأمراض والفيروسات. على المدخّنين أن يكفّوا عن ممارسة هذه العادة ليتعافى نظامهم المناعي المتضرّر ويعود إلى حالته السابقة.
اللجوء إلى الطبيعة
يمكنك اللّجوء إلى الطبيعة للحصول على بعض المواد التي تساعد على تعزيز المناعة. مثلاً، يمكنك استخدام الثوم بوفرة في الطبخ فهو إحدى أهم النباتات الطبيّة، إذ يتميز بخصائص وقائية وعلاجية. يمكنك بالإضافة إلى ذلك، تناول «البلسان نبات» الذي يمكن شراؤه أو الحصول عليه على شكل عصير تتناوله يومياً لتتفادى أمراض الشتاء، أو عندما يكون الزكام في بدايته. ولا تنسَ النباتات كالـ{إشناسا» والتي تعتبر الفضلى في حالة الزكام أو «الجينسينغ» السيبيري، وهو شراب منشّط وقائي يحسّن المناعة. لكن إذا كنت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم، تفادَ هذا النوع من الشراب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

This is an example of a HTML caption with a link.