الأربعاء، 22 فبراير 2012

بالفيديو.."سم العناكب".. أحدث صيحة لعلاج الآلام المزمنة


     
أيقن الأطباء مؤخراً مدي خطورة الأدوية والعقاقير التقليدية وآثارها الجانبية الخطيرة على المرضى، فاتجهت انظارهم إلى المواد الطبيعية المستخلصة من الحيوانات التي تنمو في الغابات الكثيفة من أجل الاستعانة بها لعلاج الكثير من الأمراض.

وفي هذا الصدد، أعلنت شركة المنتجات الدوائية الأمريكية العالمية العملاقة "جونسون أند جونسون" أنها تعكف بالتعاون مع جامعة كوينسلاند الأسترالية على تطوير وإنتاج عقار مستخلص من سم العنكبوت لتسكين الآلام المزمنة التي يعاني منها مئات الملايين من البشر بمختلف مناطق العالم.

وأوضح البروفيسور ريتشارد لويس المشرف على المشروع ـ في تصريح تناقلته وسائل إعلام محلية أن فريق العمل مؤلف من إخصائيين بدءوا قبل 10 أعوام في دراسة سم العنكبوت الذي يحتوي مادة "الببتيد " التي تخفف من حدة الآلام وأحيانا تزيلها تماماً، وأنهم سينتجون المستحضر الطبي خلال العام المقبل 2013.

وأشار إلى أن نحو مليار ونصف المليار شخص بمختلف مناطق العالم يعانون من الآلام المزمنة التي تنشأ عندما يواصل الجهاز العصبي إطلاق إشارات حتى في حالة إنعدام سبب للألم، وإلى أن الولايات المتحدة تنفق وحدها مئات المليارات من الدولارات سنوياً على الصحة ومعالجة الاوضاع الناجمة عن انخفاض كفاءة العمل جراء الإصابة بالآلام المزمنة، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".

سم العناكب يعالج الضعف الجنسي

وفي أحدث تجربة علمية تستعين بسموم تلك المخلوقات في علاج الأمراض، وجد علماء أن سم بعض العناكب السامة قد يستخدم في علاج شكل من أشكال العجز الجنسي عند الذكور.

وبدأ علماء في الولايات المتحدة والبرازيل البحث عندما لاحظوا تأثير لدغة "العنكبوت البرازيلي الهائم" (phoneutria nigriventer)، حيث تؤدي لحدوث "انتصاب" مؤلم قد يدوم عدة ساعات.

ويكثر هذا النوع من العناكب في أمريكا الجنوبية والوسطى، ويعد من أخطر أنواع  العناكب السامة في العالم، وتسبب لدغاته بعدد غير محدد من الوفيات بين البشر.

وقام الخبراء بفصل المادة السامة مما تفرزه تلك العناكب ومعالجتها بالأشعة لتصبح نوعاً نقياً من السم "Tx2-6"، ومن ثم حقن فئران مختبرات تعاني من ارتفاع حاد في ضغط الدم والعجز الجنسي.

وقاس العلماء معدلات تواجد المادة السامة في الأعضاء الذكرية لتلك الحيوانات واستخدامها في التحكم  بانقباض واسترخاء أنسجتها، لتظهر النتائج تحسن معدل "أكسيد النتريك" والانتصاب.

وأكدت كنيا بيدروسا نانس الخبيرة البرازيلية الأصل من "جامعة جورجيا"، أنه عند تحليل هذه المادة السامة توصل العلماء إلى أن المادة الكيميائية الموجودة في سم هذا العنكبوت هي التي تؤدي إلى انتصاب القضيب، الأمر الذي يبشر بإحداث ثورة كبيرة في علاج الضعف الجنسي.

وأضافت بيدروسا أن العجز الجنسي أو مشكلة عدم الانتصاب أو "العنة" قد يحدث لعدة أسباب منها نفسية أو طبيعية، تحديداً بين كبار السن أو الإصابة بأمراض منها السكري، أو استعمال أدوية محددة.

وتعمل أغلب العقاقير المعروفة لعلاج العجز الجنسي - مثل الفياجرا وعقاري سياليس وليفترا، عن طريق تثبيط المادة "PDE-5"، أما المادة الكيميائية المستخلصة من سم العنكبوت فتعمل بشكل مختلف، إذ تؤثر في مرحلة أسبق من عملية الانتصاب.

سم العناكب علاج للقلب

وفي هذا الصدد، أفاد باحثون أمريكيون بأن سم العناكب الذئبية "ترانتشولا" قد يساعد في منع الإصابة بحالة انقباض القلب، وتؤدي هذه الحالة الي اختلال نبض عضلة القلب، وينجم عن ذلك فشل في ضخ الدم بشكل سليم، وقد ينتهي الأمر إلي وفاة المصاب إذا تأخر علاجه.

ويلجأ الأطباء عادةً في هذه الحالة إلى الاستعانة بصدمات كهربائية لإعادة القلب إلى وتيرة خفقانه العادية، وقد اكتشف باحثون من جامعة ولاية نيويورك الأمريكية بروتيناً في سم عناكب "الترانتشولا" يمكنه أن يقدم علاجاً لهذه الحالة في المستقبل.

وأشار البروفسور فريديريك ساخس من فريق الباحثين، إلى أن القلب يحوي أجهزة استقبال مخصصة للمواد المستقدَمة ميكانيكياً مما يؤدي إلى توليد شحنات كهربائية، مؤكداً أن هذه المستقبِلات من نحو عشرة ملايين خلية في القلب، وهي قابلة للتحفيز ومترابطة في ما بينها.

وانطلق البروفسور ساخس وفريقه في رحلة للبحث عن مادة كيماوية تقلل من اضطراب النبض، فوجدوا ضالتهم بين فكَّي العنكبوت الذئبية، إذ تبين أنه بإمكان بروتين موجود في سم هذه العنكبوت الكبيرة الحجم، أن يوقف النبض العشوائي ويسمح بالتحكم في حركة القلب.

وأظهرت تجارب أجريت علي قلوب أرانب أن البروتين أوقف في بعض الحالات ارتعاش خفقان القلب بشكل تام، والمثير للاهتمام هو أن تأثير هذا البروتين لا يظهر سوي علي عضلات القلب المتمططة.

يذكر أن استخدام كميات كبيرة من البروتين لا تكون له أي آثار جانبية علي أنسجة القلب السليمة، مما يعني أن مخاطر تعاطي هذا الدواء محدودة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

This is an example of a HTML caption with a link.